السبت، 5 سبتمبر 2015

تمني اليد العليا مستحب شرعاً

بقلم : كمال مرزوق الدوسري  


كثير من المتشائمين الفاشلين العاطلين يبغضون المال والأثرياء لا لشيء يذكر سوى أنهم انشغلوا بالدنيا عن الآخرة، أو لكونهم يحبون ويسعون لكي يكونوا كذلك !

نعم هذا الشعور السلبي سببه مفهوم أو اعتقاد خاطئ مفاده أن التمسك بالاسلام يعني هو ترك الدنيا والركون إليها ويعتقدون أن المال والثراء هو أشد ما يشغل الإنسان عن دينه ويبعده عن ربه؛ بينما تجد الكثير من الأحاديث الصحيحة تحدثك عن جوائز كبيرة للأثرياء من أصحاب اليد العليا، ومن أجمل الإحاديث التي تؤكد أهمية حث النفس على أن تكون من أصحاب اليد العليا  قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

((لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل أتاه الله مالاً فهو يهلكه بالحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ))
[رواه الإمام بخاري والنسائي] .
 وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم : (( لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)).

"قال النووي في شرح مسلم: والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما.. فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة وان كانت طاعة فهي مستحبة.

وقال ابن حجر في فتح الباري: وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، فكأنه قال في الحديث: لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين.


وقال ابن عبد البر: فكأنه صلى الله عليه وسلم قال لا حسد، ولكن الحسد ينبغي أن يكون في قيام الليل والنهار بالقرآن، وفي نفقة المال في حقه، وتعليم العلم أهله "
موقع إسلام ويب : شرح حديث (لا حسد إلا في اثنتين..) رقم الفتوى: 181295

فتأملوا يا أصحاب الإيادي العليا كم أنتم في نعمة وثواب لو صححتم المسار وأخلصتم النية وصوبتم العمل بما يرضي الله عزو جل وسيخلفكم بعدها خير الدنيا والآخرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق