الأحد، 20 مارس 2016

الجدب والفقر شر

الجدب والفقر شر،  لكنهما خير باعتبار ما ينتج عنهما، قال تعالى: "ظهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" [الروم: 41]، والرجوع إلى الله - عز وجل - من معصيته إلى طاعته لا شك أنه خير وينتج خيرا كثيرا.

فألم الفقر، وألم الجدب، وألم المرض، وألم فقد الأنفس كله ينقلب إلى لذة إذا كان يعقبه الصلاح؛ ولهذا قال: " لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "، وكم من أناس طغوا بكثرة المال وزادوا ونسوا الله - عز وجل - واشتغلوا بالمال، فإذا أصيبوا بفقر؛ رجعوا إلى، وعرفوا أنهم ضالون، فهذا الشر صار خيرا بإعتبار آخر.
أ.هـ
القول المفيد على كتاب التوحيد، الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، المجلد الثاني، باب ما جاء في منكري القدر ص416-417
فأقول تعليقا:
هذا إذا كان فقرا وجدبا، عاقبته صلاحا ورجوعا  إلى الله تعالى ! انقلب خيرا وهو في أصله شر..
فكيف إذا كان غنا وخصبا، عاقبته صلاحا ورجوعا إلى الله تعالى؟ !
قال الله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [النحل: 97] قال ابن كثير في تفسيره : 

هذا وعد من اللّه تعالى لمن عمل صالحاً، وهو العمل المتابع لكتاب اللّه وسنة نبيّه صلى اللّه عليه وسلم، من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن باللّه ورسوله، بأن يحييه اللّه حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق